ساعات طويلة وكئيبة، مرت ببطء شديد، داخل محكمة النقض، يوم الخميس الماضي وأثناء محاكمة رجل الاعمال المصري هشام طلعت مصطفي، ومحسن السكري في قضية مقتل المطربة سوزان تميم.
وفي سجن مزرعة طرة.. كانت هذه الساعات أكثر تعاسة ورعبا في قلب رجل الاعمال »هشام طلعت مصطفي«.
الرأي العام للقضاء كي يسدل الستار علي القضية الاكثر شهرة طوال العقد الاخير.. قررت هيئة المحكمة تأجيل حكمها حتي ٤ مارس القادم لكي تضع النهاية لاشهر قضية غرام وانتقام.
في البداية اكد أنيس المناوي محامي المتهم الاول محسن السكري ثقته فيان المرافعة سوف تؤتي ثمارها وان المحكمة استمعت باهتمام شديد إلي هيئة الدفاع وسوف تأخذ وقتها الكافي قبل النطق بالحكم.
وأضاف المناوي ان هيئة المحكمة التي تكونت من ١١ قاضيا بالنقض، علي رأسهم المستشار عادل عبدالحميد لم تصدر الحكم يوم الخميس الماضي لكثرة اسباب الطعن المقدمة والتي ضمت ٧ مذكرات للنقض تحمل اكثر من ٠٨ سببا لقبوله، والقضية لم تؤجل كما يعتقد البعض ولكنها حجزت للحكم حتي تستطيع هيئة المحكمة دراسة ما قدمه الدفاع بالكامل استنادا إلي الأدلة المنطقية.
وأكد دفاع المتهم الاول ان المحكمة سمحت بهذا الوقت الطويل في المرافعة بعد ان ظهرت خيوط جديدة لم تكن واضحة من قبل، وان هيئة المحكمة اذا وجدت سببا واحدا فقط مقنعا من الدفاع، سوف تأمر بقبول النقض واعادة المحاكمة، ولو لم تكن هيئة المحكمة مقتنعة بالاسباب التي تم شرحها باستفاضة ما كانت سمحت للدفاع بكل هذا الوقت.
وبنبرة حزن وصوت مبحوح قال اللواء منير السكري، والد المتهم الاول في القضية.
»أنا اب في النهاية وأحمل بين ضلوعي قلبا ممزقا من الحزن علي ابني، وعلي ما مر به من احداث وأنا واثق في عدالة السماء والارض لانقاذ ابني من حبل المشنقة.. وأعلم جيدا انه يتألم من أجلي ورغم ذلك يشد من أزري ويزرع الثقة في نفسي بأنه بريء كلما اصابني وتملك اليأس مني.
واستطرد والد المتهم قائلا:
كنت ضابطا بالمخابرات.. وعندي معرفة كافية بالقانون وقد أعددت مذكرة قدمتها لهيئة المحكمة بعد دراسة ابعاد وبنود قانونية ستؤثر في سير القضية خاصة أنني أشرت إلي ان القاتل الحقيقي ينضم إلي احدي الجماعات الدينية المتطرفة.. حيث كتب علي جسد القتيلة »الزواج او القتل..« وهو أحد أساليب الاحتجاج علي النساء المتبرجات عند الجماعات المتطرفة.
ونفي اللواء منير السكري ما نشرته بعض الصحف في الفترة الأخيرة عن محاولة ابنه الانتحار داخل حجرته مؤكدا.
انه زار ابنه بعد تأجيل الجلسة وأكد لوالده انه مظلوم وسوف ينصفه القضاء.. وان حالته النفسية معتدلة بسبب قربه من الله هذه الايام فأصبح يصلي كل الأوقات ويصوم يومين كل أسبوع.ونفي عبدالستار تميم والد القتيلة، ما قيل عن تقديم عروض بدفع ديه عن قتل ابنته من جانب المتهمين.
وأكد أنه لو تم ذلك بالفعل فسوف يرفض بلا تردد، لان دماء ابنته وقتلها بتلك الطريقة لا يساوية مال الارض، وان اي اب تعرض لازهاق روح ابنته بلا ذنب لا يمكنه المساومة علي ذلك.
وكان قد تردد في الفترة الاخيرة، بعد اصدار حكم الاعدام علي المتهمين بقتل سوزان تميم ان وسطاء من دفاع المتهمين قاموا بعرض ٠٠٧ مليون دولار علي والد المجني عليها كدية تقرها الشريعة الإسلامية ويقبلها القانون كنوع من تخفيف الحكم.
ونفي والد القتيلة كل هذه الاقاويل مؤكدا أنه ينتظر كلمة المحكمة الأخيرة ولا يشغله سوي
عبد الستار تميم : لن اقبل دية في دم ابنتي
معرفة القاتل الحقيقي وان ينال جزاءه عن طريق القانون، وأكد انه لن يسمح لاحد بوصفه ابنته بانها سيئة السمعة كما ورد في مذكرة والد المتهم محسن السكري، والتي قدمها إلي محكمة النقض واصفا القتيلة بانها كانت متعددة العلاقات وكانت تسعي إلي الشهرة والمال.
أما المحامي »فريد الديب« والذي يقود هيئة الدفاع عن رجل الاعمال المتهم »هشام طلعت مصطفي« فقد قدم ١٤ سببا لقبول الطعن وذلك في مذكرة مكونة من ٠٠٤ صفحة وظل يترافع امام هيئة المحكمة لمدة زادت علي الساعات الثلاث.
وأكد فريد الديب ان المحكمة سمحت له بذلك لاقتناعها بالاسباب التي قدمها ولو كان كلامه بلا فائدة لالزمته المحكمة بالصمت وانهاء المرافعة.
وأضاف الديب ان من أهم اسباب الطعن التي استند إليها، هو ضرورة معاينة المحكمة للأدلة التي قدمتها شرطة دبي، وضرورة ذهاب فريق للمعاينة منذ بداية القضية.
أما المستشار بهاء الدين ابوشقة، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن هشام طلعت، فأكد ان الجلسة التي حددتها المحكمة في ٤ مارس ستكون للنطق بالحكم ولن تكون هناك مرافعات مرة اخري.
وأضاف ابوشقة: ان هشام طلعت كانت حالته النفسية مستقرة خاصة ان زوجته لم تتركه طوال فترة انعقاد الجلسة، وكان يقرأ آيات من القرآن ويدعو الله لانه واثق من البراءة.
ولكن ظهر عليه بعض التوتر، لانه كان ينتظر قبول النقض واعادة محاكمته مرة ثانية، وكلما حال الانتظار قد تسوء حالته النفسية.
واكد أبوشقة انه كان يتوقع استبدال »البدلة الحمراء« التي ارتداها هشام بعد صدور حكم الاعدام من محكمة الجنايات ، لكن مارس ليس ببعيد.
موضوع: جعلتني مجرما ٨ ساعات حاسمة في قضية سوزان تميم و عشاقها 
الثلاثاء فبراير 16, 2010 7:56 am
