تحولت أنباء وأخبار ومتابعات كرة القدم الإفريقية إلي ما يشبه أخبار الحوادث، فأصبحت مواقع وبرامج الرياضة زاخرة بالأحداث غير الرياضية التي طالت كل مل يتعلق بكرة القدم الإفريقية ونحن علي مشارف بطولتين غاية في الأهمية عالميا.
وسيرفع الستار عن فعاليات بطولة الأمم الإفريقية يوم الأحد في الوقت التي ارتبكت فيه جميع الحسابات بعد واقعة إطلاق النار علي حافلة المنتخب التوجولي والذي أسفر عن وقوع ضحايا ومصابين.
وفي خلال ما لا يقل عن الأشهر الستة، تبادلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام أنباء التراشق بالألفاظ والاتهامات والتوعد وحدث هذا خلال مجريات تصفيات كأس العالم وخاصة في مباريات المجموعة التي ضمت مصر والجزائر.
وكانت الشرارة التي انطلقت من خلالها الأحاديث عن ان إفريقيا وبخاصة منطقة الشمال الإفريقي - الذي يملك بين جنباته الكثير من الحساسية والاحتقان - والتي وصلت ذروتها بين مصر والجزائر نوفمبر من العام الماضي.
وتوالت الأحداث عندما أصبحت لغة الاتهامات وتبادل الإعلام بين البلدين هي اللغة السائدة بين مصر والجزائر الي ان وصلت إلي أبعاد سياسية وتدخل بعض المسئولين وكبار الشخصيات في البلدين من اجل فض الاشتباك.
وانتهت الأمور نهاية غير سعيدة بعد أحداث أم درمان التي مازال البعض يتذكرها حتى تلك اللحظة، الي ان وصلت بمحو الصورة العربية والنظر الي الأمر علي انه حرب شرسة ولا يهتم بها سوي شعب البلدين من اجل الانتقام.
وتحدث البعض عن قتلي وجرحي في القاهرة من مناصري الجزائر، والتهب الموقف قبل المباراة الفاصلة التي أقيمت في السودان حتي وصل الأمر إلي الانجراف وراء بعض الوسائل الإعلامية التي وصفت المشهد علي انه مذبحة ولم تتضح الحقيقة حتي وقتنا هذا.
وحينها، خرجت الكرة عن الإطار المعروف عنها، وأصبح هذا الجماد المستدير هو ما يحرك عقول وقلوب وتصرفات البشرية، ولم تكن تلك هي الفعلة الوحيدة التي نتجت عن هذا الشيء المسمي كرة القدم، بل ان البعض قتل وفقدت أسر أشخاصا أبرياء.
وفي انجولا، ومع مطلع العام الجديد، سقطت أول نقطة سوداء علي ملف بطولة كأس الأمم الإفريقية بعد مقتل البعض وجرح عدد آخر من بعثة المنتخب التوجولي عقب إطلاق النيران علي الحافلة التي توجهت برا الي انجولا.
ووضعت تلك الحادثة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الدولي في موقف يدعو الي اتخاذ بعض القرارات السريعة والتي لا تحتمل الاجتماعات والتأجيلات بعد ان أصبحت ملاعب كرة القدم في إفريقيا مسرحا لإسالة الدماء وسقوط ضحايا كل ذنبهم تشجيع الكرة.
والغريب في الأمر ان انجولا كانت تعاني علي مدي ما يقرب من السنوات السبع من الاقتتال بين المتمردين والشرطة الانجولية، وسقط العشرات من الضحايا، ورغم ذلك قام الاتحاد الإفريقي بإسناد مهمة تنظيم بطولة كبري تعد الثالثة عالميا الي بلد لا ينعم بالأمن والاستقرار.
وتعد تلك السقطة الجديدة من الكاف ليست بالجديدة، فإذا كان ما حدث في السودان أمرا صحيحا حتي وان كان بسيطا، فالواقع هو انه حدث اعتداءات ولم يكن هناك تأمين كاف للجماهير وهو أمر تكرر حاليا في انجولا ويدعو للتساؤل.. هل سيستمر الاتحاد الإفريقي والدولي في إحصاء عدد قطرات الدماء التي تسقط علي ملاعب الكرة الإفريقية؟