لم تكن عودة نادى غزل المحلة لدورى الأضواء مصدر سعادة عند المحلاوية فقط،
بل عمت الأفراح عشاق كرة القدم فى كل مكان، نظرا للارتباط الشديد بممثل
الغربية فى دورى الأضواء والشعبية الجارفة التى تسود المجتمع الكروى منذ
الجيل الذهبى فى السبعينيات من القرن الماضى .. مثل عماشة وعمر عبد الله
وعبد الرحيم خليل ومن بعدهم شوقى غريب وخالد عيد والمشاقى والزفتاوى
والتليس وغيرهم
و جاء الجيل الحالى ليرفض الهبوط إلى القسم الثانى وينفذ وعوده بالعودة
سريعا إلى مكانة "الفلاحين" اللائقة بهم .. وعلى رأس المنظومة الكروية كان
الخبير الكروى والفنى صلاح الناهى الذى له باع طويل بأندية بحرى وقاد
السفينة إلى بر الأضواء من جديد رغم الانتكاسة المبكرة فى بداية الدورى ..
مع صلاح الناهى المدير الفنى كان الحوار:
- هل كنت تتوقع عودة المحلة للأضواء من جديد
توقعت ذلك منذ فترة الاعداد عندما عقد معنا مجلس الادارة جلسة مطولة كانت
تتسم بالصراحة والضوح ووضع لائحة طموحة تتناسب مع المرحلة التى تمر بالتحدى
الى جانب الرفض التام للاستغناء عن أى لاعب الا بعد تحقيق الهدف والتعهد
باعادة المحلة الى مكانته الطبيعية.
- ولكن بعض اللاعبين تم الإستغناء عنهم قبل بداية الموسم؟
الاستغناء جاء بناء على انتهاء البعض لعقوده من جهة .. ومن جهة أخرى لم
أكن توليت المسئولية وكان شرطى التمسك بكل اللاعبين بدليل عودة البعض منهم
ممن تعاقد مع أندية أخرى من قبل مثل محمود صبحى ورضا متولى وغيرهم من
اللاعبين الذين كان لهم تأثير شديد فى تأهل الفريق.
- وماذا عن إبراهيم فرج الذى كان يرغب فى الرحيل ؟
إبراهيم فرج من أفضل حراس المرمى فى الوسط الكروى وكان له اليد العليا فى
انقاذ مرمانا مع خط الظهر فى العديد من المباريات واذا كانت رغبته الرحيل
فعلى الأندية سداد التقدير المالى الذى يتناسب مع أفضل حارس هذا الموسم هذا
بالطبع بعد موافقة مجلس الادارة.
- بداية الفريق لم تكن موفقة فهل ساورك الشك فى احتلال المراكز الأولى فى مجموعة بحرى؟
بالفعل هزيمة على ملعبنا من الحمام المغمور ثم تعادل مع سمنود فى ثانى
موسم له فى القسم الثانى كفيلة بهز كيان أى فريق ولكن كان لدى ثقة فى
لاعبينا رغم تأخر الوصول الى المركز الأول حتى الأسبوع الثانى عشر لأن
الفريق لم يكن قد اعتاد على مثل هذه المباريات والملاعب غير الجيدة
بالاضافة الى الثقة الزائدة فى المباريات جعلت هناك بعض من التهاون الى
جانب الضغط الجماهيرى أيضا.
- بمناسبة الجمهور .. هل كان هو السبب فى تقديم استقالتك أثناء الموسم ؟
بالفعل جماهير المحلة كانت تتعجل النتائج وترى أن كل المباريات مثل
الكئووس ولم تكن تدرى أن الدورى لصاحب النفس الطويل وهم معذورون لغيرتهم
الشديدة على ناديهم وكان من اللائق أن أتقدم باستقالتى حتى يعود الهدوء من
جديد وبالفعل ابتعدت مباراة عن الفريق ثم رجعت بناء على رغبة مجلس الادارة
ليقينه بأن الجهاز الفنى منظومة متكاملة ولقربهم الشديد منا لأننا نعمل
باخلاص وتفان من أجل الصالح العام.
- هل أثر رحيل عبد الرحيم على الفريق أثناء المباريات؟
رحيل عبد الرحيم خليل أثر فينا جميعا، لأنه كان قدوة يحتذى ومثال للادارى
الناجح وكان أول من يحضر للملعب وآخر من يغادره فى المباريات والتدريبات
ولذلك كان هناك اصرار شديد من اللاعبين على تحقيق أمل عبد الرحيم فى الصعود
ومن هنا أهدى له بطاقة الصعود للممتاز ولروحه الطاهرة التى لم تكن تفارقنا
أبدا.
- حققت انجازات مع الكروم والمحلة ولم يحالفك الحظ مع سماد أبو قير؟
قضيت موسما ساخنا وملتهبا الموسم قبل الماضى حيث المنافسة كانت ملتهبة
لوجود أكثر من فريق مثل سموحة والكروم والأوليمبى والبلدية والمالية وغيرهم
والحقيقة كان أبوقير حديث العهد بالقسم الثانى ومقومات الصعود تحتاج الى
عناصر متضافرة ومتواصلة رغم أن ادارة أبو قير كانت تتعامل باحترافية وأتوقع
لهم المنافسة الشديدة فى المواسم القادمة.
- هل تستمر مع المحلة فى الممتاز ؟
الإجابة صعبة وأتمنى الاستمرار مع المحلة ولكن لكل دورى مقوماته، فالفريق
فى حاجة إلى 12 لاعبا على الأقل ممن يتناسبوا مع دورى الأضواء وكذلك
امكانات مادية ضخمة واستعدادات قوية حتى لا يعود المحلة من جديد الى القسم
الثانى كتجربة مريرة على نفوس جماهير المحلة العاشقة لكرة القدم الجميلة.
- ماذا استفدت من تجربة صعود المحلة ؟
الصبر والتعامل بالحساب فى آخر الموسم لأن أى فريق لابد وأن يتعرض لهزات
وهبوط فى المنحنى سواء البدنى أو الفنى ولابد أن يكون الجميع على دراية
بهذه الأمور ويكفى أننا لعبنا فى ملاعب لاتصلح لأن تكون حديقة عامة وأتسائل
عن تجاهل المسئولين باتحاد الكرة عن مثل هذه النوعية من الملاعب أضف الى
ذلك نوعية الحكام الذين يدفع بهم لجنة الحكام كحقل تجارب.
- من فى رأيك يستحق الصعود الموسم المقبل فى ظل شراسة مجموعة بحرى التى من
المتوقع أن تضم الاتحاد وسموحة والمنصورة والكروم وأبو قير ؟
بالطبع ستكون مجموعة فى منتهى الشراسة والقوة والاثارة وستكون مجموعة
الموت .. ولذلك أشك فى أن تكون كل هذه الفرق فى مجموعة واحدة لأننى أعتقد
أن اتحاد الكرة سيخرج من المطب بالغاء الهبوط.