بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين ..
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عدنان بن إسماعيل بن ابراهيم عليه السلام من قبيلة قريش , ولد يوم الأثنين من إبريل سنة 571 ميلادية عام الفيل بمكة المكرمة , لأبوين من قريش و هما .. عبد الله بن عبد المطلب و آمنة بنت وهب .. مات أبوه عن أربعة و عشرين عاماً قبل مولده .. و مات عبد الله بن عبد المطلب و هو والد الرسول أثناء خروجه فى تجارة له إلى الشام و دفن بيثرب ( المدينة المنورة ) و تكفل بة جده عبد المطلب ثم مات جده فتكفل بة عمه أبو طالب .. فرعاه و آواه و حفظه ووعاه و لم يسلمه للأعداء ثم توفيت أمه و هو فى السادسة من عمره..
نشأته صلى الله عليه و سلم و فترة شبابه
إقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و راعى غنم و لعلها أولى مراتب مدرسة النبوة ..
فالحق سبحانه و تعالى يدرب رُسله على رعاية الرعية برعى الغنم أولاً .. لأن الغنم مجتمع و أمة فيهم القوى و فيهم الضعيف و الشقى و الوديع و الصحيح .. فإذا ما رعى الرااعى ووفق بين هذة الأنواع فىالأغناام .. فإنة لا يستطيع أن يوافق بين الرعية من بنى الإنسان على إختلاف صنوفهم و عقولهم وأفكارهم و التعامل مع كل نوع بما يناسبه ..
و قد رعى رسول الله الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء .. و عندما صار شاباً يافعاً .. سافر مع عمه أبى طالب فى رحلات تجارية إلى الشام و نظراً لأمانتة و صدقه قام بعدة رحلات تجارية إلى الشام ثم قام بعدها برحلات خاصه لحساب السيدة خديجة بنت خويلد .. و هى كانت أرملة ثرية .. و قد تعلم صلى الله عليه وسلم الفروسية وفنون القتال فى شبابة كعادة شباب العرب بعيداً عن مجالس الخمر و لعب الميسر و كان يكره الأصنام الموجودة حول الكعبة ,..
و من شمائله يوم الحجر الأسود حينما تصارعت القبائل و تنازعوا فى وضع الحجر أثناء تجديد الكعبة ..
كل قبيلة تريد أن تظفر بوضع الحجر الأسود ( و هو حجر من الجنة ) و كادت تقع فتنةكبيرة و يشتعل القتال فأجتمعوا أمرهم أن يحتكموا لأول داخل عليهم فكان هو محمد وبفطانة النبوه و رجاحة عقل الأذكياء .. يقرر أن يضع الحجر الأسود فى عباءته و تأخذ كل قبيلة بطرف منها .. و بذلك تكون كل قبيلة قد ساهمت فى وضع الحجر.. وهكذا يكون قد أخمد نار الفتنة ..
شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم
كان رسول الله قوى الشخصية زكياً فطناً .. شديد الملاحظة جميل الخلق .. كريم الصفات ..
اثنى عليه ربه سبحانه و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } (4) سورة القلم .. كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم .. و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال والشجر و كان دائماً ما يذهب إلى غار حراء بجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق الكون و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين عاماً من عمره ..
فتعود من صغره على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه ربه فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية .. عليه الصلاة والسلااام ..
نزول القرأن على الحبيب صلى الله عليه و سلم
عندما بلغ الرسول سن الأربعين عاماً و فى يوم الأثنين الموافق السابع عشر من رمضان و بينما هو كان يتعبد فى الغار سمع صوتاً قوياً يقول له اقرأ .. فيقول ما أنا بقارىء و يكرر ثانية اقرأ .. فيقول ما أنا بقارىء ..
ثم يقول سيدنا جبريل فى الثالثة اقرأ .. {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ْ} سورة العلق ..
و عندما قرأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذة الأيات الكريمة و همَ بالخروج من الغار سمع صوتاً يقول يا محمد أنت رسول الله و أنا جبريل .. و عندما رفع سيدنا محمد عينية رأى الملك ( سيدنا جبريل ) واقفاً على هيئة إنسان فى أفق السماء ثم أختفى ؟؟ فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى حالة الفزع إلى السيدة خديجة فكانت تهدىء من روعة و تقول .. إنك رسول هذة الأمة ...
و هكذا حال الوحى .. تارة صلصلة الجرس و تارة صوت الإنسان للإنسان .ز فعلم سيدنا محمد أنه هو رسول هذه الأمة و أخذ يجهز نفسة لأكبر مهمة فى التاريخ و هى مهمة الدعوة السرية و الجهرية للإسلام و لم يكن الأمر هيناً لأنه تربى فى قريش و هى من اكبر قبائل مكة و كانت معظمها تعيش على الكفر و عبادة الأصنام و كان عمه أبو طالب كافر و لكنه كان يحبة حباً شديداً و كان ابو طالب يدافع على النبى دائماً سواء قبل الإسلام أو بعد نزول الوحى و بدأالدعوة ..
نشر الدعوة سراً
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة للإسلام بعد أن تيقن له أنه رسول هذة الأمة و هو الذى سيُخرجها من الظلمات إلى النور فجاء إلى أعلى مكان فى مكة و صعد إلى الجبل و قال للناس ..
أيها الناس: يا معشر قريش .. أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟
قالوا نعم .. ما جردنا عليك شىء من قبل فأنت الصادق الأمين ..
فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم .. فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديدً و إنى أدعوكم إلى الإسلام أو إلى عذاب من الله تعالى و من هنا بدأت السخرية فبعد أن كان صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين أصبح الكاذب و الكاهن و الشاعر و بدل أسمه الجميل محمد سموه لعنهم الله (( المزمم )) ..
ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا إلى الله سراً فبدأ بدعوة أسرته وأصدقائه المخلصين لعباده الله عز و جل فى مدة ثلاث سنوات سراً و أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا اصدقائه و أهله أن يتركوا عبادة الأصنام فكان أول من آمنت به .. زوجته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ثم ابن عمه على بن أبى طالب و زيد بن حارثة و صديقه أبو بكر الصديق و بعض أقاربة و أخذ كل منهم يدعوا إلى الله فى أهل بيتة و كل من يعرفونة حتى بلغ لقريش أن محمد يدعوا قريش لترك عبادة الأصنام و الاتجاه لعباده الله وحده لا شريك له و من هنا بدأت رحلة الجهر بالدعوة و بدأت عداوة الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم ..
نشر الدعوة جهراً و عداء قريش
فى نهاية السنة الثالثة للدعوة سراً أمر الله تعالى رسوله أن يعلن الدعوة جهراً و أن يعظ الناس و ليعبدوا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد و ليتركوا عبادة الأصنام و ما أن شعرت قريش بذلك إلا و اتهمت رسول الله بالجنون لأن عبادة الأصنام بالنسبة لهم مصلحة إقتصادية و منفعة أدبية ثم نشطت عداوة قريش له و خاصة عمه أبو لهب و زوجتة أم جميل بنت حرب و أبو جهل (عمرو بن هشام ) و كان يكنى بأبى الحكم .. بينما بدأ الكفار يعذبون أقاءهم ( مملوكيهم ) ممن آمنوا مع محمد و صدقوا برسالته .. و فى أول الأمر امتنعوا عن ايذاء الرسول لحماية عمه أبى طالب له .. و لكن قريش لم تستطع كتم غيظها فذهب بعضهم إلى عمة أبى طااالب و أخبروه إما أن يمتنع محمد عما يقوله و إما ينازلوه فرفض محمد مقولة عمه و قال مقوولته المشهورة..
((والله لو وضعوا الشمس فى يمينى و القمر فى يسارى على أن اترك هذا الأمر لن أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه)) ..
و كان عمه يناصره و يعلم أن لإبن أخيه هذا شأن عظيم .. لما رأى مصاحبته و مرافقته فى المسير من أشياااء تدله على ذلك..
مثل ..
إظلال الغمام له و نزول الماء حتى أستسقى لهم يوم أن قحط القوم و أجدبت الأرض و استسقت قريش بأصنامها جميعاً فلم تُسق فجاءوا إلى ابى طالب و قالوا .. استسق لنا بإبن أخيك هذا اليتيم فأشار بأصبعه الشريف إلى السمااء فأنهمرت بالماء فأرتوى العطشى و اخضرت الأرض و شرب كل ذى الروح و بذلك كان يعلم ابى طالب ان لمحمد شأن عظيم سيناله و لكنه كان على كفره حتى توفى فأزداد إيذاء الكفار لمحمد و ضربوه بالحجاره و كانوا يضعون على ظهرة أمعاء جمل ميت و هو يصلى و كانوا يخنقونة و هو يصلى و كان عقبة بن ابى معيط لعنه الله يفعل الكثير من الاضراار برسول الله و بصق على وجه النبى و مثلة مثل باقى قريش الذين تربصوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
و اجتمعوا على أن يقتلوه فجمعوا من كل قبيله رجل ليقتلوه و هو يخرج من غاره فيتفرق دمه فى القبائل و لكن الله تعالى نصره وأعمى أعينهم و أبصارهم والله على كل شىء قدير ...
إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه
كان عمر بن الخطاب قوياً غليظاً شجاعاً ذو قوة فائقة و كان قبل إسلامه أشد عداوة لدين الله و كان من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لم يرق قلبة للإسلام أبداً ..
و فى يوم من الأيام قرر عمر بن الخطاب قتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فسن سيفة و ذهب لقتله و فى الطريق وجد رجلاً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان خافياً لإسلامه فقال له الصحابى إلى أين يا عمر ؟
قال سيدنا عمر ذاهب لأقتل محمداً .. فقال له الصحابى وهل تتركك بنى عبد المطلب ؟ قال سيدنا عمر للصحابى الجليل أراك اتبعت محمداً ؟! قال الصحابى .. لا و لكن أعلم يا عمر .. (( قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله فأبدأ بآل بيتك أولاً )) فقال عمر من ؟ قال له الصحابى .. أختك فاطمة و زوجها إتبعتوا محمداً .. فقال عمر أو قد فعلت ؟ فقال الصحابى .. نعم .. فأنطلق سيدنا عمر مسرعاً غاضباً إلى دار سعيد بن زيد زوج أخته فاطمة ..
فطرق الباب و كان سيدنا خباب بن الأرت يعلم السيدة فاطمة و سيدنا سعيد بن زيد القرأن ..
فعندما طرق عمر الباب فتح سيدنا سعيد بن زيد الباب فأمسكة عمر و قال له ..
أراك صبأت ؟ فقال سيدنا سعيد يا عمر ..
أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربه سيدنا عمر و أمسك أخته فقال لها .. أراكى صبأتى ؟
فقالت يا عمر .. أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربها ضربة شقت وجهها .. فسقطت من يدها صحيفة ( قرآن ) فقال لها ناولينى هذة الصحيفة فقالت له السيدة فاطمة رضى الله عنها ..
أنت مشرك نجس إذهب فتوضأ ثم إقرأها .. فتوضأ عمر ثم قرأ الصحيفة وكان فيها { طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)} سورة طـه ..
فأهتز عمر و قال ما هذا بكلام بشر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و قال دلونى على محمد .. فقام له خباب بن الأرت و قال أنا ادلك عليه فذهب به خباب إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم فطرق الباب عمر بن الخطاب فقال الصحابة .. من ؟ قال .. عمر ..فخاف الصحابة واختبؤا فقام حمزة بن عبد المطلب و قال يا رسول الله دعه لى ..
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أتركه يا حمزة ..
فدخل سيدنا عمر فأمسك به رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال له ..أما آن الأوان يا بن الخطاب ؟ فقال عمر إنى أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله ..
فكبر الصحابة تكبيراً عظيماً سمعتة مكة كلها .. فكان إسلام عمر نصر للمسلمين و عزة للإسلام و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا له دائما و يقول (( اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين))
و هما ( عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ) ..
و من هنا بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته و قام و قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
يا رسول الله .. ألسنا على الحق ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم ,.. قال عمر أليسوا على الباطل ؟ ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. نعم , فقال عمر بن الخطاب .. ففيما الإختفاء ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترى يا عمر ؟ قال عمر .. نخرج فنطوف بالكعبة .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم يا عمر .. فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين .. صف على رأسة عمر بن الخطاب و صف على رأسة حمزة بن عبد المطلب و بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون .. الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش و دخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر و من الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته رضى الله عنهم .. و من هنا بدأ نشر الإسلام علناً ثم هاجر جميع المسلمون خفياً إلا عمر بن الخطاب هاجر جهراً امام قريش و قال من يريد ان ييُتم ولده فليأتى خلف هذا الوادى .. فجلست قريش خوفاًً من عمر .. ثم أشتد الحصار على المسلمين وأخذت قريش تضيق الخناق على رسول الله و علقوا صحيفة لمقاطعة محمد و أصحابه رضى الله عنهم ومن أسلم معهم فأخذت قريش تقاطع بنى هاشم و بنى عبد المطلب إجتماعياً و اقتصادياً و أدبياً فأضطر أهل الرسول إلى النزوح إلى شعاب أبى طالب بشرق مكة و بعد ثلاث سنوات من الحصار طالب زهير بن أمية برفع الحصار عن بنى هاشم وبنى عبد المطلب ووافقت قريش على ذلك و تم نقض الصحيفة. .
الرسول صلى الله عليه و سلم و الشعراء
من الثابت أن الشعراء فى الجاهلية لم يكونوا مفخرة لقبائلهم فحسب .. بل لهم اليد الطولى فى لعب أدوار رئيسية و هامة فى حلبة الحكم وصناعتة السياسية .. خاصة فى أيام الحروب نظراً لمقدرتهم البيانية فى التعبير و شحن النفوس و إلهاب المشاعر ..
و فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إعترف الشعراء الكبار بالرسول و بإعجاز القرآن و فصاحته التى فاقت جميع البلاغات و الفصاحات ووقف الشعراء أمام عظمة هذا القرآن الكريم وقوة بيانه فى عجز منقطع النظير و لامجال للمقارنة فأدركوا أنه ليس من قول البشر فدخلوا فى الإسلام و خاصة أثنان من كبار الشعراء فى وقتها وهم ..
(( لبيد و الأعشى )) و كان لبيد شاعر قبيلة كلاب .. إحدى قبائل هوازن .. أما الأعشى .. فكان شاعراً طوافاً .. مدح فى رسول الله كثيراً .. و لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يميل إلى شعره نظراً لأن الشعر كان سمة مميزة من سمات الوثنية فى الجاهلية .. فضلاً عن القرآن الكريم نبذ الشعر وبين أن الشعراء لا يتبعهم إلا الغاوون فى قول الحق عز شأنه {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (224) سورة الشعراء , وحاش لله أن يكون رسول الله هكذا ..
و لا شك أن القرآن الكريم هو أعظم كلام على وجه الأرض فهو كلام المولى سبحانه و تعالى و الذى قال عنه الله سبحانه و تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (9) سورة الإسراء , و قال عنه أيضاً سبحانه و تعالى { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء , و قال تعالى فى أربع آيات متشابهات فى سورة القمر {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } (17) (22) (32) (40) سورة القمر ..
الهجرة إلى الحبشة و إسلام النجاشى
فى السنة الخامسة من الدعوة الإسلامية زاد عدد المؤمنين لكنهم ليسوا بالعدد الذى يستطيع الوقوف فى وجة قريش و الدفاع عن نفسة ضد الظلم و القهر و العدوان .. فنصحهم رسول الله بترك مكة و الهجرة إلى الحبشة لأن فيها ملك لا يُظلم عنده أحد و عادل فى حكمه كريماً فى خلقه .. وهناك يستطيعون العيش فى سلام آمنين على أنفسهم و على دينهم و كان عددهم فى ذلك الوقت ثمانين رجلاً غير الأطفال و النساااء ..
و عندما علمت قريش بذلك أنزعجت و زاد انزعاااجها أكثر بإسلام عمر بن الخطاب و هجرته جهراً .. وفى الحبشة كان النجاشى ملك لها و كان على النصرانية و لكنه كان ملك كريم عادل لا يظلم أحداً ..
و بعد أن علمت قريش بهجرة المسلمين ارسلوا أثنين منهم من بينهم سيدنا (( عمرو بن العاص )) قبل إسلامة فذهبوا للنجاشى و أهدوه الهدايا ثم حدثاه بأمر المسلمين فقال لهم النجاااشى ..
لن احكم عليهم إلا بعد أن اسمع منهم .. فجاؤا برجال من المسلمين و كان على رأسهم جعفر بن أبى طالب
فسألهم النجاشى .. ما شأنكم و ما هو هذا الدين الذى تعبدونه ؟ فرد عليه جعفر بن ابى طالب و قال .. إنا كنا نعبد الأصناام و نأكل الميتااا ونأكل الفوااحش و نقطع الرحم و نؤذى النااس فجاءنا رجل هو من أفضل قومنا و أوسطها برساالة من عند الله رب العالمين فأمرنا أن نعبد الله الوااحد ونترك عباده الأصنام و أمرنا بصله الرحم وعدم إيذاء الناس و أمرنا بالأخلاق الحميدة و أمرنا بترك الفجور و المعاصى و فعل الخير فقال له النجاشى .. هل عندك من ما جاء به هذا الرجل ؟ قال له جعفر نعم فقال له النجاشى ..إقرأ علي ..
فقرأ سيدنا جعفر .. سورة مريم و ذكر له قصة زكريا عليه السلام و يحيى عليه السلام فقال له النجاشى .. إن هذا ما جاء به عيسى عليه السلام لا يخرج من مشكاه ( النافذة ) واحدة فتأثر النجاشى و قال لهم : إذهبوا فتركهم .. و لكن سيدنا عمرو بن العاص كان زكياً فطناً فاستأذن مرة أخرى على النجاشى فدخل عليه و قال له .. إن هؤلاء الذين تركتهم فى مدينتك يسبون عيسى عليه السلام ..
فأستدعاهم النجاشى مرة أخرى و قال لهم .. ما تقولون فى عيسى عليه السلام ؟ فردوا عليه بالأيات من سورة مريم أيضاً .. فتعجب النجاشى و قال : الله أكبر و أخذ عود صغير من الارض و قال .. والله ما تعدى عيسى ما قلت هذا العرجون .. و لكن بدأت الفتنة بعدها فى أرض الحبشة لأن النصرانيين فى الحبشة لم يسرهم ما حدث ..
حتى أسلم النجاشى سراً و حدثت حرب بين أنصار النجاشى و جيش أخر و انتصر النجاشى و سار المسلمون فى أمان فى بلاد الحبشة ينشرون الدعوة هناك .. و ظل النجاشى مسلم فى الخفاء حتى مات و جاء جبريل للنبى و أبلغة بموت النجاشى فصلى عليه النبى صلاه الغائب...
عام الحزن و ما تبعه من أحداث
فى عام سمى بعام الحزن .. رحل فيه عن الدنيا عم الرسول أبو طالب الذى كان حصنه المنيع و ناصره الوحيد ..
و فى أخر أياام ابى طالب عم النبى كان سيدنا محمد يدعوه دائماً للإسلام لله الوااحد الأحد و كان الرسول يحب عمه حباً شديداً و كان دائماً ما يقول له يا عماه.. قول أشهد أن لا إله إلا الله أشفع بها لك عند ربى .. و لكن أراد الله تعالى أن ينهى حياة ابى طالب و هو على الكفر ففى أخر يوم و فى حالة مرضه الشديد و قبل موته بلحظات جاءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و كان ابو جهل قد ذهب هو الأخر لأبى طالب .. فقال له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يا عماه ..
قل أشهد أن لا إله إلا الله أشفع لك بها عند الله .. فكاد أبى طالب يقولها و لكن رأس الكفر ابو جهل قال له .. يا ابا طالب: أتُسلم و تدخل فى دين محمد و يقول الناس أن كبير مكة و قائدها دخل فى دين محمد قبل موتة ؟ فتردد ابى طالب و لكنة مات على كفره و حزن عليه الرسول حزناً شديداً لأنه كان حصنه و كان يدافع عنه دائماً ..
ثم بعدها بقليل توفيت زوجته الوفيه السيدة خديجة رضى الله عنها و كانت أقرب الناس إليه فكانت تواسيه فى حزنه و كان يحبها حباً شديداً و أنزل الله جبريل عليه السلام قبل موت خديجة للرسول يقول له يا محمد .. إن الله يُقرأ خديجة السلام و يبشرها بقصر من قصب (( لؤلؤ )) فى الجنة ثم ماتت السيدة خديجة ..
و لذلك سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عام الحزن لأن عمه اعطاه الصمود و زوجته خديجة اعطته الحب و روح الصعود و كانت أول من آمنت برسالته .. و لعل الله تعالى قدر ذلك ليقول لسيدنا محمد أن ما كان يحميك الأن قد مات و أن من كانت تعطيك الحنان الأن قد ماتت و ها أنت الأن يا محمد بين حب الله تعالى و بين حمايته ..
أما عن قريش فقد أنتهزت قريش عام الحزن و اشتد إيذاؤها للرسول و أصحابه رضى الله عنهم .. فخرج بعد ذلك إلى الطائف بقبيلة ثقيف و دعوتها إلى الهداية و لكن هذة القبيلة جاملت قريش و أمرت سفهائها أن يؤذوا محمد
فشكا إلى الله تعالى مستغيثاً بدعائه المشهور (( اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى و قلت حيلتى و هوانى على الناس , برحمتك أستغيث , انت رب المستضعفين و أنت ربى , إلى من تكلنى؟ إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكتة أمرى ؟ أسألك بنور وجهك الكريم الذى أشرقت به الظلمات وصلح به أمر الدنيا و ألآخرة من أن يحل بى غضبك أو أن ينزل على سخطك , لك العتبى حتى ترضى و لا حول ولا قوه إلا بك )) ؟؟ثم عاد بعدها إلى مكة .. و بعدها أرسله ربه سبحانه و تعالى إلى رحله السعادة و المتعة(( رحلة الإسراء و المعراج )) ...
1- السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ..
2- السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها..
3- السيدة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها..
4- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها..
5- السيدة زينب بنت خزيمة رضى الله عنها ..
6- السيدة أم سلمة ( هند بنت أمية ) رضى الله عنها ..
7- السيدة زينب بنت عمته رضى الله عنها ..
8- السيدة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار رضى الله عنها ..
9- صفية بنت حُيى بن أخطب رضى الله عنها ..
10- أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضى الله عنها ..
11- مارية بنت شمعون القبطية رضى الله عنها ..
12- ميمونة بنت الحارث الهلالية رضى الله عنها ..
13- أسماء بنت النعمان رضى الله عنها ..
14- قتيلة بنت قيس رضى الله عنها ..
أولاد النبى صلى الله عليه و سلم..
- رزق الني محمد صلى الله عليه و سلم بثلاثة ابناء من الزكور و هم ..
القاسم رضى الله عنه ..
عبد الله رضى الله عنه ..
إبراهيم رضى الله عنه ..
كما رزق صلى الله عليه و سلم بأربع بنات و هن ..
السيدة زينب رضى الله عنها و كانوا يسمونها زينب الكبرى لأنها اول مولود لرسول الله و تمييزا لها عن زينب الحفيدة ابنة شقيقتها فاطمة الزهراء رضى الله عنها و بنت الأمام على و كرم الله تعالى وجهه ..
السيدة رقية رضى الله عنها ..
السيدة أم كلثوم رضى الله عنها..
السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها..
و قد ماتوا جميعاً فى حياة رسول الله .
عدا فاطمة الزهراء فهى التى ماتت بعد وفاته بستة أشهر و جميع أبناء الرسول من خديجة بنت خويلد رضى الله عنها .. عدا إبراهيم ابنه من مارية القبطية فقط ..
حجة الوداع ( 632م - 10 هجرياً
بعد النصر الكبير الذى فتحه الله تعالى على نبيه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أكثر من مائة ألف من المسلمين للحج , و عند جبل عرفات ألقى رسول الله خطبتة الخالدة التى تعتبر دستوراً للدولة الإسلامية الجديدة منادياً بالمساواة بين البشر مبيناً قواعد الإسلام ,..حيث قال : (( أيها الناس : إسمعوا قولى فإنى لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا , إن ربكم واحد , و إن أباكم واحد , كلكم لآدم و آدم من تراب , إن أكرمكم عند الله أتقاكم , لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى, ألا هل بلغت ......... اللهم فأشهد )) ..
وكانت هذة الخطبة بمثاابة تثبيت للصحابة و المسلمون رضى الله عنهم و كانت بمثابة نعى لرسول الله , بعدها أتم الرسول الحجة و لم يمض على حجة الوداع سوى ثلاثة أشهر حتى مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضاً شديداً بالحمى مدة قصيرة أنتقل بعدها لجوار ربه تعالى عز و جل ..
وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم ( 633م - 11 هجرياً )
بعد حجة الوداع بثلاث شهور فقط مرض النبى بالحمى الشديدة و التى أثرت فية كثيراً فكان صلى الله عليه وسلم لا يستطيع القيام من مجلسة و استأذن زوجاته رضى الله عنهن أن يُمرض فى بيت السيدة عائشة رضى الله عنها , وفى ذلك الوقت نزلت أخر أية من القرأن و هى قال تعالى
{ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (281) سورة البقرة ..
ثم أشتد الوجع برسول الله صلى الله عليه وسلم .. و فى أخر ايامه خرج ليزور شهداء أحد و يقول..
( السلام عليكم و رحمه الله و بركاته , أنتم السابقون و نحن بكم لاحقون إن شاء الله ) ثم يرجع النبى صلى الله عليه وسلم بين الصحابة رضى الله عنهم و يبكى .. فيقولون : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فيقول لهم ..
إشتقت إلى إخوانى , فيقولون .. أولسنا بإخوانك يا رسول الله ؟ قال .. لا أنتم أصحابى .. أما اخوانى فهم قوم يأتون من بعدى يؤمنون بى و لم يرونى ..
ثم أشتد الوجع على الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر و أكثر حتى أن الصحابة كانوا يحملونه إلى بيت السيدة عائشة و لما رأه الصحابة هكذا .. بكت عيونهم , و دخل النبى صلى الله عليه وسلم بيت عائشة رضى الله عنها و قال : لا إله إلا الله , إن للموت لسكرات .. و كان وجه النبى ملىء بالعرق .. تقول السيدة عائشة أنها كانت تأخذ بيد الرسول فتمسح بها على وجهه الكريم ..
ثم قال النبى .. والله إنى لأجد طعم الشاة المسمومة فى حلقى !! (( الشاة التى وضع بها اليهود السم للنبى صلى الله عليه وسلم ..
بعدها بدأ خبر وجع رسول الله ينتشر بين الناس و بين الصحابة حتى أن صوتهم بلغ مسمع النبى صلى الله عليه وسلم ..
فقال ..إحملونى إليهم , فحملوا النبى إلى المسجد و ألقى أخر خطبة له و قال عليه الصلاة والسلاام ..
(( ايها الناس , كأنكم تخافون علي ؟ ايها الناس ..موعدى معكم ليس الدنيا ..
موعدى معكم عند الحوض ... والله لكأنى أنظر أليه من مقامى هذا .. أيها النااس .. والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا ان تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ..
ايها الناس .. إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين لقاء الله فأختار لقاء الله ..
ففهم ابو بكر المراد و عرف أن الرسول قد خُير بين الدنيا و لقاء ربه فأختار لقاء ربه , فعلى صوت ابى بكر بالبكاء و قال .. فديناك بأموالنا .. فديناك بأبائنا .. فيديناك بأمهاتنا .. فنظر إليه الناس شجراً ..
فقال لهم الرسول ..
ايها الناس : دعوا ابا بكر فوالله ما من أحد كانت له يد إلا كافئناه بها إلا ابا بكر لم استطع مكافئتة فتركت مكافئتة لله عز و جل .. و بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يوصى الناس و يقول : ايها الناس .. أوصيكم بالنساء خيراً و قال ..الصلاه الصلاه , الصلاه الصلاه .. الله الله فى النساء , و ظل يرددها و بدأ يدعى و يقول ..
اواكم الله .. نصركم الله .. ثبتكم الله ..
ثم ختم و قال .. ايها الناس ..(( ابلغوا منى السلام كل من تبعنى إلى يوم القيامة )) ..
عليك السلام يا رسول الله ..
ثم دخل النبى صلى الله عليه وسلم بعدها بيته و نظر إلى السواك فأحضرتة السيدة عائشة رضى الله عنها و ظلت تتسوك به لتلينه لرسول الله حتى أستاك به النبى م دخلت عليه السيدة فاطمة بنت ابى بكر فبكت فقالت ..
وا كرب أبتاة , فقال لها .. ليس على ابيكى كرب بعد اليوم .. ثم ابلغها أنها اول أهله لحاقاً به فضحكت رضى الله عنها , و فى يوم 12 ربيع الأول نظر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة و هم يصلون فأبتسم و ظل ينظر إليهم و يبتسم ..
ثم عاد إلى حجرته و بعدها وضع رأسه على صدر السيده عائشة رضى الله عنها حتى ثقلت رأسه على صدرها رضى الله عنها و مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت السيدة عائشة تقول للصحابة .. مات رسول الله .. مات رسول الله .. فهذا عمربن الخطاااب يقول ..
من قال انه مات قطعت رأسة .. إنما ذهب ليقابل ربه كما ذهب موسى من قبل ,.. و هذا عثمان بن عفان لا يستطيع أن يتحرك .. و هذا على بن ابى طالب يمشى كالأطفال هنا و هناك ..
و أما أثبت الصحابه ابو بكر فأخذ يقول ..
ايها الناس , من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت..
ثم قرأ أية الله تعالى
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران ..
فعلم الناس أن الرسول قد مات حقاً .. ثم غسله العباس بن عبد المطلب و على بن ابى طالب و أولاد العباس بن عبد المطلب ووضعوا التراب على النبى فقالت لهم فاطمة رضى الله عنها ..
اطابت أنفسكم ان تضعوا التراب على رسول الله ؟
( اللهم صلى على محمد عدد خلقك و زنه عرشك و رضا نفسك و مداد كلماتك ) ..
حكمة تعدد الزوجات لرسول الله صلى الله عليه و سلم
حكمة التعدد بالنسبة للنبى ..الحقيقة الصحيحة و الحكمة المقصودة فى تعدد زوجات النبى ..
عاش النبى صلى الله عليه وسلم ..حتى سن الخامسة و العشرين عزباً طاهراً نقياً حتى لقبوة بالصادق الأمين ..
و عاااش خمساً و عشرين سنة أخرى مكتفياً بزوجة واحدة هى السيدة خديجة رضى الله عنهاا التى تكبره بخمس عشرة سنة .. مع أن النبى كان شاباً نشيطاً قوياً جذاباً جميلاً ..
بينما كان لكل رجل من العرب من عشرة إلى عشرين زوجة على الأقل ...
عاش النبى مع السيدة خديجة لمدة خمس و عشرين سنة و بعد وفاتها ( ثلاث سنوات قبل الهجرة ) تزوج من السيدة سودة بنت زمعة و انفردت به ثلاث سنوات و كان عمرها خمسين سنة و هو ايضاً فى سن الخمسين تقريباً ..
فإذا كات كان النبى شهوانياً ما قضى سنى شبابة مع عجوزين و لم يجمع عليهما..
يبين لنا تاريخ الأنبياء أن التعدد شمل الكثير من الأنبياء فكان للنبى داود و سليمان عليهما السلام سبعمائة من النساء و ثلثمائة من السراااري ..
المشكلة هى ..
لماذا تزوج النبى هذا العدد من النساء ..
- لإعداد كوادر جديدة من الدعاة عن طريق المصاهرة لنشرالدعوة الإسلامية بين مشركى مكة ..
- الزواج بالمصاهرة إحدى طرق نشر الدين الجديد بين القبائل و الناس فى جميع أنحاء العالم ..
- بالزواج أنقذ النبى صلى الله عليه وسلم أزواج بعض الزوجات من انتقام و تعذيب العائلة عاجلاً او آجلاً ..
- وزوجات أخرى كافأهن الرسول لتمسكهن بالإسلام ..
- جعل النبى كل زوجة من زوجاته داعيه للإسلام و عاملة بتعاليم الإسلام فى حياتها اليومية مبيناً الأحكام الشرعية والغير شرعية لتجيب على ردود السائلات ..
-إن حياة النبى الزوجية لا تسير برغبتة **ائر البشر و إنما كانت بتقدير الوحى و رب القدرة ( الله سبحانه عز و جل ) ..
- إن التاريخ الإسلامى مدين إلى زوجات النبى رضى الله عنهم لأنهم كانوا دائماً فى صحبته فى جميع غزواته حيثما يذهب إرضاء لإنسانيته .. و عوناً له على الشدائد مجددين نشاطه لكى يتحمل الأعباء الثقيلة .. و بالطبع وضحت الأن حكمة تعدد زوجات النبى وهذه الأيآآت الشريفة توضح ذلك ..
قال تعالى ..
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَااللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} (37) سورة الأحزاب ..
و قال تعالى ايضاً ..
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} (52) سورة الأحزاب ..
و قال تعالى..
{ عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (5) سورة التحريم ..
و يروى عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ..
ما زوجت شيئاً من بناتى إلا بوحى جاءنى به جبريل عن ربى عز و جل .. ومما هو جدير بالذكر أن حياة النبى كان يحكمها منهج قرآنى .. فلكل فرد داخل بيت النبى حقوق وواجبات و سلوك يجب أن يتبعنه و لهن الثواب و إن خالفنه فعليهن العقاب كما قال تعالى فى كتابه العزيز
{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (32) سورة الأحزاب
وصف الرسول صلى الله عليه و سلم
أسم النبى صلى الله عليه وسلم
(( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عدنان بن اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام )) ..
و لم يكن محمد هو الأسم الوحيد للرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال فى حديث رواه البخارى ..
(( إن لى أسماء انا محمد و انا احمد و انا الماحى و انا الحاشر و انا العاقب )) ..
محمد ..من صفة الحمد أى هو ما يُحمد على أفعالة فيحُمد فيحُمد اكثر و اكثر فصار محمداً ..
أحمد .. هى صفة تفضيل أى احمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحد كأحمد ..
الماحى .. هو الذى يمحو الله به الكفر فمن أتبع سنه النبى محا الله له كفرة و سيئاتة ..
الحاشر .. هو الذى يُحشر الناس خلفه يوم القيامة و هو اول من يتقدم من الناس و اول من يشفع للناس و اول من يفتح له ابواب الجنه و اول من يدخل الجنه فيكون جميع الناس ورائه ..
العاقب .. أى هو النبى الذى لا نبى بعده
(( تاريخ المولد للرسول صلى عليه وسلم )) ..
12 ربيع الأول و كان يوم الأثنين و هو بعد سيدنا عيسى ب 570 عام وولد الرسول فى عام الفيل بعد يوم الفيل ب 50 يوم ..
شكل النبى صلى الله عليه و سلم
الشعر لا خش و لا ناعم شعر اسود شديد السواد اما اللحية عريضة تملأ صدره سوداء خفيفة الجانبين ولا تغطى على الأذنين أما الشارب فهو دقيق أى ليس بغليظ الشعر و لا يلتحم شاربة مع لحيته خفيف شعر الشارب عند أرنبه الأنف اما شعر الصدر فهو غزير شعر الصدر ثم يبدأ ينزل خط شعر خفيف حتى السُرة وهو أملس البطن ..
أما خاتم النبوة فهو خلف رأس النبى عند أخر فقرة من فقرات العمود الفقرى و هو وحمة سوداء فى حجم الزيتونة يخرج منها ثلاث شعرات سوداء اما الحاجب فهو ليس بكثيف ولا رفيع و بين حاجبية عرق ...
وصف الرسول صلى الله عليه و سلم و ذلك من كتب السيرة النبوية وبعض الأِشرطة الإسلامية للفقهااء والعلمااء ..
اخلااق الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وصف الله تعالى أخلاق النبى و جمعها فى آيه واحدة قال جلا وعلااا ..
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (4) سورة القلم ..
اما عن أفعال النبى الأخلاقية ..
كان النبى يخرج لصلاه الفجر كل ليله و كانت المدينه شديدة البرودة فرأته أمرأة من الأنصار..
فصنعت للنبى عبائة ( جلباب ) من قطيفة و ذهبن اليه و قالت ..
هذة لك يا رسول الله ففرح بها النبى صلى الله عليه وسلم .. و لبسها النبى و خرج فرءاه رجل من الأنصار فقال ..
ما أجمل هذة العباءة أ**ينيها يا رسول الله .. فقال له النبى .. نعم أ**كَ إياها وأعطاها النبى صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل ..
بعد غزوة حنين كان نصيب الرسول من الغنائم كثير جداً لدرجة ان الأغنام كانت تملأ منطقة بين جبلين ..
فجاء رجل من الكفار و نظر إلى الغنائم و قال .. ما هذا ؟ ( يتعجب من كثرة الغنائم ) ..
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبك ؟ فقال الرجل نعم ..
فقال الرسول هى لك .. فقال له الرجل .. يا محمد أتصدقنى ؟
فقال له الرسول .. أتعجبك ؟ فقال الرجل نعم .. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إذاً خذها فهى لك ..
فأخذها الرجل و جرى مسرعاً لقومة يقول لهم ..
يا قوم .. أسلموا .. جئتكم من عند خير الناس .. إن محمداً يعطى عطاء من لا يخشى الفقر أبداً ..
خلق الوفاء
.. كان فى مكة رجل أسمة ابو البخترى بن هشام و كان كافراً و لكنه قطع الصحيفة التى كانت تنص على مقاطعة بنى هاشم و نقض العهد بينهم فقال الرسول للصحابة ..
من لقى منكم أبو البخترى بن هشام فى المعركة فلا يقتله وفاء له بما فعل يوم الصحيفة ..
شهامة الرسول.. كان هناك أعرابى أخذ ابو جهل منه اموالة فذهب هذا الأعرابى لسادة قريش يطلب منهم أمواله من ابو جهل فرفضوا .. ثم قالوا له إذهب إلى هذا الرجل فإنة صديق ابو جهل وسيأتى لك بمالك ..
( و اشاروا على رسول الله إستهزاء به ) فذهب الرجل إلى النبى و قال .. لى أموال عند ابى جهل و قد اشاروا على القوم أن أذهب إليك و أنت تأتى لى بأموالى ..
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم أنا أتيك بها و ذهب الرسول معه إلى ابو جهل و قال له ..
أللرجل عندك أموال ؟ فقال ابو جهل .. نعم , فقال له النبى صلى الله عليه وسلم .. أعطى الرجل مالة فذهب ابو جهل مسرعاً خائفاً و جاء بالمال و أعطاة للرجل ..
خلق الرحمة ..
جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم و هو يرتعد و خائف و كان اول مرة يقابل النبى صلى الله عليه وسلم فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ..
هون عليك فإنى لست بملك .. انما أنا عبد آكل كما يأكل العبد و أمشى كما يمشى العبد و إن امى كانت تأكل القضيب بمكة ( أقل الأكلات )
جاءت امرأة إلى الرسول و قالت له ..
يا رسول الله : لى حاجة فى السوق أريد ان تأتى معى لتحضرها لى ..
فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم .. من أى طريق تحبى أن آتى معك يا امة الله ؟ فلا تختارى طريقاً إلا و ذهبت معك منه ..
خلق الصدق ..وقف النبى صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا و قال ..
يا معشر قريش .. أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك شىء من قبل فأنت الصادق الأمين ؟؟
فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم .. فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد ..
خلق الأمانة ..
كان هو أكثر أمين فى مكة فكانوا يسمونه بالصادق الأمين و كان الكفار نفسهم يتركون عنده الأموال لأنهم يعلمون أنه أكثر أمين فى مكة ..
خلق العفو ..
عندما دخل النبى صلى الله عليه وسلم مكة و فتحها قال لأهلها ..
ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قال خيراً أخ كريم و ابن أخى كريم , فقال النبى لهم ..
إذهبوا فأنتم الطلقاء ..
شفاعة النبى..
يأتى النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة و يسجد تحت العرش و يحمد الله بمحامد لم يحمده بها انسان من قبل و يقول ..
يا رب أمتى يا رب أمتى , فيقول له الله تعالى .. يا محمد ارفع رأسك واسأل تعطى و أشفع تشفع ..
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد