أنت تحب "بسنت".. و"بسنت" تحبك.. حسناً.. ما الشيء الناقص حتى تكتمل قصة حبكما؟!
ستجيء
أنت إلى والدك ووالدتك في هذا اليوم من أيام الصيف، وهما يرتشفان الشاي
بالنعناع في البلكونة ويتسامران -فيما يبدو- عن سنوات خطبتهما الأولى..
هذا هو الوقت المناسب.. الجو رومانسي.. والشمس توشك على الغروب.. والحاج
والحاجة مزاجهم في السحاب...
"مساء الفل يا حاج.. مساء الورد يا حاجة"
ثم
وبعد فاصل قصير -حتى لا تتفقس- من العبارات المنمقة عن أجمل زوجين في
الدنيا.. وأحلى أب في الكون.. وأطيب أم في التاريخ.. ألقِ بقنبلتك..
"أنا عاوز أخطب...بسنت"
طبعاً عليك أن تتفهم ردود الفعل الأولى التي عادة ما تكون حادة وشرسة وصادمة..
"بسنت..
مش دي البت الصايعة اللي بتقعد تكلمك في التليفون بالليل.. ها.. ده لو ما
عادش فيه بنات في الدنيا كلها.. مش هتخطب البت دي"..
والدتك تعبر عن
رأيها كما هو واضح.. بطبيعة الحال سيعبر والدك عن رأيه بطريقته الخاصة هذا
بعد أن يكون قد ألقى بفنجان الشاي المنعنع في الشارع..
"بسنت..مش
دي بنت الراجل اللي اسمه "عبعزيز حسونة".. الراجل ده أصلاً مش بينزلّي من
زور.. وشكله كده بتاع مشاكل.. ده كل يوم بيتخانق مع حد في الشارع.. بص..
أنا ممكن أوافق إنك تتجوز بنته في حالة واحدة بس.. إنك تقتله.. وفي الحالة
دي هتدخل السجن وأكيد أهلها مش هيرضوا يجوزوها لك.. بس في الحالة دي يبقى
أنا رضيت ضميري.. عشان ما تكتبش في مذكراتك اللي هتكتبها في السجن إن
أبويا كان متسلط و(Tyrant)!"
حتما ستنظر إليهما بعيون ملأتها الدموع..
ثم ستنظر لهما نظرة "عبد الحليم حافظ" لـ"عماد حمدي" في فيلم "الخطايا"
عندما اكتشف أنه ليس ابنه!.. بعدها اجرِي على غرفتك وأغلق بابها عليك..
وتعالَ لنفكر معاً في الخطة التي ستجعلهما يوافقان على الفور على زواجك من
"بسنت".. أيّ "بسنت"...
افتح باب غرفتك.. وانظر لوالديك نظرة "هذا جناه
علي أبي وأمي!".. وقل لهما في مسكنة "أنا نازل الصيدلية.. دماغي مصدعة"..
اذهب إلى الصيدلية التي يمكن أن يروها من الشرفة.. وقابل صديقك "سيد
كوكايين" الذي يعمل بها.. واطلب منه أن يجلب إليك علبة ضخمة من علب الحبوب
المنومة.. فاضية طبعا!..
عندما تعود إلى المنزل احرص على أن تبدو
وكأنك تخفي شيئاً ما في جيب بنطلونك.. ثم انظر لوالديك نظرة تحمل معنى
"الوادع.. أنا مش قاعد لكم في الدنيا دي!". وأغلق خلفك باب غرفتك في سرعة
دون أن تتكلم كلمة واحدة.. حتماً قلب والدتك لن يحتمل هذا المشهد.. ستطرق
باب غرفتك "تك.. تك.. تك" لا ترد عليها.. ستتزايد سرعة ضرباتها ثم ستنادي
على والدك وتصرخ "الواد جرى له حاجة".. سيكسر والدك باب الغرفة وسيجدك
مستلقياً على السرير، وفي يدك علبة المنوم الفارغة، وفي اليد الأخرى ورقة
بيضاء مكتوب عليها بخط كبير "بسنت.. بحبك.. وهم اللي ما رضيوش.. الوداع"..
ستصرخ والدتك ويهم والدك بالاتصال بالإسعاف..!!
عليك هنا أن تتنحنح "كح
كح كح!" قبل أن يتصل والدك بالإسعاف وتنقلب القصة لفضيحة! انظر لهما بعيون
زائغة، واهمس لهما باسم "بسنت".. حتماً وقتها ستقول لك والدتك "هاجّوّزها
لك يا ابني بس ما تعملش في نفسك كده"، وستجد والدك يقول متأثراً: "خلاص يا
ابني.. هاقتل أنا أبوها وأدخل السجن بدالك!"..
هكذا ستصبح الحياة
حلوة.. ولونها بمبي.. إلا أن الكارثة ستكون في صديقك "سيد كوكايين" الذي
يطرق باب شقتكم الآن.. والذي سيظهر اندهاشاً شديداً عندما يفتح له والدك
الباب بعيون دامعة، وهو يقول له: "الحق يا كوكايين.. صاحبك بلع الحبوب
المنومة".. لأن "كوكايين" سيكون ذكياً كما هي العادة، وسيقول لوالدك في
بساطة شديدة: "إزاي بس يا عمي.. ده أنا إديته بنفسي علبة منوم فاضية
أصلاً!".
_________________
إن أردت أن تكون سعيداً فأنظر إلي مافي يدك وأحمد الله عليه
"عسي أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً "