قال سيدي رسول الله فليغرسها
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ( إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ
فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فليغرسها فله بذلك أجـر ))
* ( فليغرسها )
كلمةٌ .. بسيطةٌ .. ولكنها جاءت في وسط عبارة متلاطمة الأحداث
ولم توضع هذه الكلمة عبثاً ..وحاشاه عن
العبث ( إن هو إلا وحيٌ يوحى ) ولكنها جاءت لتلد
لنا وبرغم بساطتها منهج حياة
ذلك هو منهج الحياة الإسلامية .. وهو أن طريق الآخرة
هو طريق الدنيا بلا اختلاف ولا افتراق
فليس هناك كما يتخيل البعض طريق للآخرة اسمه العبادة والتنسك
وطريق للدنيا اسمه العمل والكد
وإنما هو طريق واحد لا يفترق فيه العمل عن العبادة
ولا العبادة عن العمل فكلاهما شيء واحد في نظر
الإسلام .. يسيران جنباً إلى جنب في طريق واحد
لا ثاني له في منهج الحياة الإسلامية
( فليغرسها ) كلمة نبوية ترسخ في عقول اتباع
منهجه القويم ( قيمة العمل في ديننا الإسلامي )
وتبرزه وتحض عليه بوضوح شديد وتأكيد أشد .
. وليس الأمر إلى هنا فحسب ولكن التنبيه بشدة
على أن الطريق للآخرة وكسب رضى الله هو العمل .. الذي لا طريق سواه
( فليغرسها ) كلمة جاءت لتهدم ما في عقول الناس
من حائط الفرقة الذي بنوه بين الدنيا والآخرة
فمن الخطأ الجسيم الاعتقاد بأن العمل للآخرة يقتضي
الانقطاع عن الدنيا والعمل للدنيا يضيع وقت الآخرة
( فليغرسها ) كلمة أسقطت كل أشكال التنسك المنحرف
والرهبانية التي ابتدعوها اتباع الديانات السالفة
( فليغرسها ) جاءت لتجمع بين حظ الدنيا وحظ الآخرة
( فليغرسها )جاءت لتقول العبادة هي العمل والعمل لله هو العبادة
والعبادة من دون عمل ليس هو من منهج الحياة الإسلامية ..لأنه وباختصار شديد
وفي آخر قطرة من الحياة يقول قائدنا ( ( فليغرسها ) ..!)
يا الله .. يا الله .. ألم اقل لكم بأن جوامع الكلم تتحدر من شفتيه الكريمتين
من يجرؤ أن يقول وبكل ثقة عند آخر قطرة من الحياة ( ( فليغرسها ) )
سواه عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم
قال تعالى ( وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة ،ولا تنس نصيبك من الدنيا ).
وقال سيدي رسول الله (( فليغرسها ))