قام آلاف الجنود من أفراد الجيش والشرطة مدعمين بالمركبات والدبابات بإخلاء
ميدا التحرير بعد ظهر أمس، وفوجئ المئات من المعتصمين بالميدان منذ ثلاثة
أسابيع بالجنود التابعين للشرطة العسكرية والأمن المركزي يحاصرونهم من كل
جانب ويقومون بإزالة الخيام بالقوة غير أن المعتصمين قذفوهم بالطوب
والحجارة مما دفع الجنود بعد أن وجه قادة ميدانيون نداءات لهم بأخلاء
الميدان بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم.
وقامت مجموعات من جنود الجيش
المتمركزة بشارع محمد محمود بترديد الأناشيد الوطنية والحماسية، وانضم
إليهم العديد من المواطنين وأصحاب المحلات محتفلين بهم وبفتحهم لميدان
التحرير، وردد المواطنون والتجار الذين قالوا أن تجارتهم وأعمالهم أضيرت من
جراء الأعتصام النشيد الوطنى 'بلادى بلادى'، وأغاني أنا الشعب و'يا أغلى
اسم فى الوجود'، وهم يطوقون جنود وباط الجيش.
وأكد المواطنون على
سعادتهم بفتح الميدان وكان الجيش قد أعد خطة أقتحام بالأتفاق مع الشرطة
سراً حيث شاهد مراسل القد العربي قوات الأمن تتمركز في حواري وشوارع جانبية
بينما كان المعتصمون يعدون طعام الأفطار قبيل أن تحاصر مركبات الشرطة
الميدان وما إن علم أصحاب المحلات التجارية والعاملين بالشركات السياحية
بتواجد الجيش في الميدان حتى أغلقوا المحلات وتوافدوا على الميدان للمشاركة
في ماوصفوه بتحرير الميدان وقدر رفض عدد من المعتصمن إخلاء الخيم مما دفع
عناصر الشرطة بدعم من الجيش القبض عليهم وقد أصيب عدد من المعتصمين في
المواجهات بين الطرفين.
وقام ضباط من الجيش بالتعامل مع الرافضين إخلاء
الميدان، وألقوا القبض على العديد من المعتصمين، وتم تحطيم المنصات والخيام
وإطلاق الأعيرة النارية من أجل أجبار من تبقى من المعتصمين الرحيل مع قوات
الجيش والأمن المركزى التى سيطرت على الميدان وقامت بإغلاقه بالمدرعات
وتتواجد في الوقت الراهن قوات من الأمن المركزي والشرطة العسكرية في جميع
مداخل الميدان ومحطات مترو الأنفاق لمنع تواجد أي تجمعات فيما إنتشرت
الدعوات على الفيس بوك من قبل الثوار للتجمع مجدداً داخل الميدان.
وكانت
فصائل قد وعدت بإنهاء الأعتصام فور وصول الرئيس مبارك لمقر المحكمة ودخوله
القفص غير ان الجيش لم ينتظر بسبب تزايد الضغوط والأنتقادات الموجهة لها
بالتهاون وقرر التعجيل بإخلاء الميدان.
وقد نددت حركة 6 أبريل بقرار
أخلاء الميدان بالقوة واعتبرت الخطوة تمثل إنتهاكاً للثوار وتعدياً على
حقهم في الأعتصام كما نددت فصلئل من إئتلاف الثورة بقيام الجيش والشرطة
إقتحام وطرد المتظارين بالقوة..فيما رحبت أوساط سلفية بالقرار وأعتبرت قيام
الجيش به متأخراً لكونه مطلب جماهيري ورحب قيادات في الجماعة الأسلامين
ووجبهة السلفيين بالخطوة بسبب ما وصفه رموز في التيار السلفي والجماعة
الأسلامية بالأضرار التي نجمت عن إغلاق الميدان طيلة الأسابيع الماضية وكان
بيان صادر عن الجماعة الأسلامية قد أشار فيما قبل عن عزم فصائل تابعة لها
إخلاء الميدان بالقوة من أجل إعادة الأمور لطبيعتها وللسماح للمواطنين بآدا
أعمالهم وعبر الداعية محمد حسان عن رفضه إغلاق الميدان والشوارع والمؤسسات
الحكومية مشدداً على أن الشرع لايقر تلك الخطوة وداعياً لمنح المجلس
العسكري والحكومة التي يرأسها عصام شرف الفرصة للعمل والأنتاج حتى لاتتهاوى
البلد فيما قال قياديون في جماعة الأخوان المسلمين إن ماقام به الجيش
بالأمس في الميدان حينما قام بإخلاء باحاته من المعتصمين مطلب ينادي به
الكثير من المواطنين خاصة بعد أن تعرض الأقتصاد المصري لهزات عنيفة بسبب
توقف عجلة الأنتاج فيما قال الكاتب عماد الغزالي بصحيفة الشروق الذين شقوا
الصف وسعوا للفتنة وللوقيعة بين المجلس العسكري والشعب هم من ناصروا إغلاق
مجمع التحرير وقطع الطرق واقتحام مجلس الوزراء وتعطيل البورصة وتهديد
الملاحة فى قناة السويس وإلقاء زجاجات المولوتوف على مبنى الداخلية،
واعتبروا هذه الجرائم من إنجازات الثورة.